الخطوة الأولى في التعامل مع الطفل العنيد هي تفهم مشاعره. الأطفال غالبًا ما يعبرون عن عنادهم بسبب شعورهم بالقلق أو الخوف من التغيير. تحدثي مع طفلك بلطف وحاولي فهم ما يقلقه بشأن العودة إلى المدرسة. قد يكون لديه مخاوف بشأن الأداء الأكاديمي، العلاقات الاجتماعية والتعامل مع المدرسين والطلاب، أو حتى التكيف مع الروتين الجديد. الاستماع له، وتفهم مخاوفه، والتعاطف مع ما يشعر به قد يساهم بدرجة كبيرة في الوصول لوضع أفضل.
من المهم أن يكون هناك تواصل مفتوح وصادق بينك وبين طفلك. شجعيه على التعبير عن مشاعره وأفكاره بدون خوف. عندما يشعر الطفل بأن رأيه مسموع ومهم، سيكون أقل عنادًا وأكثر تعاونًا. وعندما يتحدث طفلك، كوني مستمعة نشطة. انظري في عينيه، واظهري اهتمامًا بما يقوله، وردي على مشاعره بطرق تعكس فهمك له. يمكن أن يساعد هذا في بناء علاقة أقوى وأكثر ثقة بينك وبين طفلك.
الأطفال بحاجة إلى حدود واضحة ليشعروا بالأمان. تأكدي من وضع قواعد واضحة وثابتة تتعلق بالسلوكيات المتوقعة في المنزل والمدرسة. وضحي لطفلك ما هو مقبول وما هو غير مقبول، وتأكدي من تطبيق هذه القواعد. وسوف تجدين أن الاتساق والثبات هما مفتاح التعامل مع التحديات اليومية بطريقة إيجابية.
استخدام التحفيز الإيجابي يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك الطفل العنيد. بدلاً من التركيز على السلوكيات السلبية، حاولي مكافأة السلوكيات الإيجابية. قد تكون المكافآت بسيطة مثل كلمات تشجيع، أو وقت إضافي للعب، أو حتى هدية صغيرة. مع الوقت سوف تلاحظين أن الاحتفاء باللحظات الصغيرة والإنجازات اليومية يعني لطفلك الكثير.
التحضير لموسم العودة إلى المدارس يمكن أن يساعد في تقليل القلق لدى الطفل. شاركي طفلك في عملية التحضير، مثل شراء الأدوات المدرسية أو اختيار اللانش بوكس والملابس المدرسية الجديدة. يمكن أن تجعل هذه الأنشطة الطفل يشعر بالحماس بدلاً من الخوف. واجعلي كل لحظة تجربة ممتعة ومفيدة، ومليئة بالفرح والتشويق.
الروتين يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للأطفال، خاصة في أوقات التغيير مثل موسم العودة إلى المدرسة. حاولي الحفاظ على روتين يومي منتظم يشمل وقت النوم، ووقت الوجبات، ووقت اللعب، ووقت الدراسة. يمكن أن يساعد الروتين في تقليل القلق وجعل قبول العودة إلى المدرسة أسهل، فالاستقرار والروتين مهمان لراحة بالك وأطفالك على حد سواء.
من المهم أن يشعر الطفل بأنه مدعوم عاطفيًا. كوني هناك لأجله عندما يحتاج إلى حضن، أو كلمة طيبة، أو مجرد وجودك بجانبه. قد يكون الدعم العاطفي هو كل ما يحتاجه الطفل للتغلب على عناده، فأنتِ لطفلك مصدر الحب والحنان والأمان.
بدلاً من حل جميع المشاكل لطفلك، حاولي تعليمه مهارات حل المشكلات. اطرحي عليه أسئلة تساعده على التفكير في الحلول الممكنة واتركيه يختار الحل الذي يراه مناسبًا. هذا يمكن أن يعزز ثقته بنفسه ويقلل من عناده. من المهم تمكين الأطفال من خلال تعليمهم المهارات الحياتية بأسلوب ملهم وداعم.
التعامل مع الطفل العنيد في موسم العودة إلى المدرسة قد يكون تحديًا سواء في تقبل الذهاب إلى المدرسة أو تناول طعام اللانش بوكس، لكنه أيضًا فرصة لبناء علاقة أقوى وأكثر تفهمًا مع طفلك. باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك مساعدة طفلك على التكيف مع التغييرات الجديدة بطريقة إيجابية وبناءة. تذكري دائمًا أن الصبر والتفهم هما مفتاح النجاح في هذه المرحلة. وبوك معكِ في كل خطوة، ندعمك ونحتفل بك كأم حقيقية، أصيلة، ومتفهمة من خلال العديد من المقالات والنصائح الأخرى التي يمكن أن تساعدك في رحلتك مع الأمومة.